لم يظلم لاعب موريتاني بقدر ما ظُلم ياسين في كل مرة قبل توقيف دولي يبذل هذا الجوهرة قصارى جهده ليكون ضمن قائمة المنتخب لكن الأخيرة دوما تتجاهله .
عاش في محيط ينحصر فيه التخلف الكروي و من الصعب إقناع العائلة أنك ستكون لاعب كرة القدم ربما هذا هو الذي جعل الكرة الموريتانية و اللاعبين الموريتانيين أسوء من غيرهم من الدول الأفارقة و دوما يكونوا غائبيين دائما عن منافسات أفضل اللاعبين العرب لكن هذه الفكرة بدأت تتلاشى و تتغير شيئا فشيئا .
في أحد الملاعب الإيجارية الصغيرة اكتشف نادي افسي انواذيبو موهبته ، تعاقدت معه حينها و قدم معهم آداءً أكثر من رائع ، حتى أصبح نجمهم الأول و في كل مباراة يظهر و يزداد تألقه بشكل رهيب ، و في كل المرات يثبت قدراته و يحاول بشتى الطرق تمثيل المنتخب الوطني في أحد المناسبات لكن بسبب تجاهل الناخب الفرنسي للاعبين الذين يلعبون في الدوري المحلي أصبح يفبرك قصة في كل توقف دولي و أبرز تصريحاته المألوفة يقول : " نحن لا نستطيع استدعاء كل من طالب به الشارع الرياضي " وحتى بعد انتقاله من الدوري الوطني ازداد تجاهله .
في إحدى المباريات للنادي افسي نواذيبو حضر فيها النجم العالمي و أحد هدافي برشلونة التاريخيين و أفضل لاعب في تاريخ افريقيا صامويل ايتو مباراته و بعد المباراة خصص معه لقاء و صرح ايتو له خلال لقائهما قائلا : " تفاجأت بالمستوى الكبير الذي ظهرت به في مباراة فريقك الأخيرة التي حضرتها بملعب شيخا بيدية و ما تمتلكه من خامات جيدة تسمح لك باللعب في البطولات الأوروبية " .
بعد مواسم رائعة مع بطل موريتانيا و مسيرة حافلة بالإنجازات و الجوائز الفردية خاض اللاعب أول تجربة له خارج الوطن مع ظفار العماني استطاع أن يتوج معهم بكأس سلطنة عمان ، التتويج الثاني له في هذه السنة بعد تتويجه بالدوري الموريتاني مع أفسي انواذيبو .
هاهو ابن انواذيبو يترك الآن رسالة حزينة بعد قرار توقيف الدوري العماني بسبب تفشي وباء كورونا قال فيها بأنه يعلن فسخ عقده مع النادي ، و أنه لم يشعر يوما معهم بأنه خارج وطنه و شكرا إدارة النادي .