الجماهير : القلب النابض لكرة القدم أم مصدر دخل ؟
من المحزن حقًا أن نجد أنفسنا أمام واقعٍ مرير حيث يُصبح حضور الجماهير في مباريات المنتخب الوطني تحديًا يفوق قدرة الكثيرين، لا بسبب بُعد المكان أو صعوبة الوصول، بل بسبب فرض رسوم دخول تعيق المشجعين الحقيقيين عن دعم فريقهم. إن الاتحادية الوطنية، التي تعتبر المستفيد الأول من نجاح المنتخب، عليها أن تدرك أن الجماهير ليست مصدر دخل، بل هي القلب النابض للعبة وسبب استمرارها.
من المثير للدهشة أن نرى أطفالًا وشبابًا متحمسين لكرة القدم يُحرمون من دخول الملاعب فقط لأنهم لا يملكون ما يكفي لتغطية تكاليف رمزية لا تُسمن ولا تُغني من جوع. بدلاً من جمع "دريهمات" لا تُحدث فرقًا كبيرًا في ميزانية الاتحادية، كان الأجدر أن تُفتح الأبواب لكل من يحمل حب الوطن والرغبة في تشجيع منتخبه.
إن غياب الجماهير الموريتانية عن المدرجات أمام منتخب مالي هو دليل واضح على أن هناك خللًا كبيرًا في طريقة إدارة ملف الحضور الجماهيري. الدعم الجماهيري ليس رفاهية، بل ضرورة، وهو الوقود الذي يحتاجه اللاعبون لتحقيق الانتصارات. لذلك، يجب إعادة النظر في هذه السياسات التي تُنفِّر المشجعين بدلاً من جذبهم. كرة القدم في بلدنا ليست تجارة لأننا ببساطة لانملك دخلا لذلك، بل هي انتماء وشغف ومسؤولية وطنية.
بقلم 🖊️ : أباي ابراهيم اعوينني
#تدوينات_رياضية
